اتصل
555-555-5555meuemail@provedor.com

 النبي محمد صلى الله عليه وسلم

النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)

ولد نبيّ الأمة، وخاتم الرُّسل محمد عليه الصلاة والسلام في مكة في شهر ربيع الأول من عام الفيل ما يوافق سنة 570 ميلادياً. كانت مكة (حتى قبل الإسلام) تعتبر المدينة المقدسة والاكثر شهرة وزيارة ، حيث كانت تستقبل الحجاج من جميع أنحاء الجزيرة العربية ، وذلك لأهمية الكعبة (الحرم الذي بناه النبي إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام)


تُوفي عبد الله بن عبد المطلب والد النبي صلى الله عليه وسلم قبل مولده، وهو لا يزال جنيناً في بطن أمه ، فقط. فكفله جدّه عبد المطلب، والذي كان رجلا محترما وزعيما لقبيلة بني هاشم وقبيلة قريش. وفي ذلك الوقت كانت القبيلتين في تولي إدارة شؤون الكعبة المشرفة وحمايتها

عاش رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أمه وكانت تهتمُ لأمره وترعاه، حتى بُلوغه سن السادسة. وبعد وفاة أمّه، كَفِلَه جدّه عبد المطّلب، ثمّ ما لبث أن تُوفّي، وكان عُمر النبيّ ثمانية أعوام، ثمّ كَفِلَه عمّه أبو طالب، فنشأ في بيته، وحينما عاينَ النبيّ فَقْرَ عمّه، قرَّرَ مساعدته في تحمُّل نفقات البيت، فرعى غنمَ قريش زماناً، ثمّ عَمِلَ مع عمّه في التجارة إلى الشام، وفي إحدى رحلاتهم التجارية إلى الشام، لاحظ بحيرى الراهب حين كان يتعبّد في صومعةٍ له علاماتٍ تدلّ على وجود نبيٍّ في تلك القافلة، فخرج إلى القوم مُخبراً إيّاهم بأمر محمّدٍ عليه الصلاة والسلام، وكيف أنّه سيكون نبيّاً في آخر الزمان، والمَبعوث رحمةً للعالَمين، وأخبرهم بما رأى من حاله، ومن ذلك سجود الشجر، والحجر له، وتظليل الغمامة له أثناء مَسيره


اشتُهِر النبيّ عليه الصلاة والسلام في شبابه بالصدق، والأمانة، وعُرِف بهما بين أقرانه، وحينما ذاع صيته بين الناس، لقبُ بالصادقِ الأمين، وكان أهل مكة يضعون عند النبي محمد عليه الصلاة والسلام حاجاتهم النفيسة وأموالهم لديه، لثقتهم الشديدة في أمانته وصدقه


عُرف محمدٌ -صلّى الله عليه وسلّم- بأفضل الاخلاق وأكرمها، وحين عَلِمت السيدة خديجة رضي الله عنها بصدقه وأمانته وفطنته، أرسلت إليه وعرضت عليه خروجه للتجارة بمالها كما أنّها رأت أمانةً وبركةً في أموالها لم ترَها من قبل، فأدركت أنّه الزوج المناسب لها، وتزوج النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبذلك كانت أول امرأةٍ تزوجها النبي، ولم يتزوّج عليها امرأةً أخرى إلى أن توفيت


كان الرسول عليه الصلاة والسلام يخلو بنفسه في غار حراء وهو في سن الأربعين تاركاً كلّ من حوله؛ مبتعداً عن كلّ باطلٍ، محاولاً التقرّب من كلّ صوابٍ قدر ما استطاع، متفكّراً في خلق الله وإبداعه في الكون. وفي شهر رمضان عام 610 م، وإذ بجبريل عليه السلام يتنزّل عليه من السماء، ويأمره بالقراءة


فيقول له محمد صلى الله عليه وسلم إنّه ليس بقارىء، ثمّ يُعيد جبريل عليه الأمر مرّتًين، فيعتذر النبيّ في كلّ مرّةٍ، ثمّ تتنزّل عليه أولى آيات الوَحي على لسان جبريل عليه السلام، وهي قَوْله تعالى


(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ*خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ*اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ*الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ)

 

فعاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى خديجة وهو في حالة فزعٍ شديدٍ ممّا حصل معه، فطمأنته، فتُزيل عنه هَمّه، وتُسكّن روعه، وتُذكّره بأخلاقه بين الناس، وأنّه يُقري الضيف، ويصل الرَّحِم، ويُكسب المَعدوم، ويُعين على النوائب، ومَن كان ذلك حاله فلا يُضيّعه الله. ثمّ أخذت به خديجة رضي الله عنها إلى ابن عمّها ورقة بن نوفل، وكان شيخاً كبيراً لا يُبصر يكتب الإنجيل بالعبرية، وأخبره الرسول بما حصل


فقال ورقة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم: هذا النَّامُوسُ الذي نَزَّلَ اللَّهُ علَى مُوسَى، يا لَيْتَنِي فيها جَذَعًا، لَيْتَنِي أكُونُ حَيًّا إذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، فقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ، قالَ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بمِثْلِ ما جِئْتَ به إلَّا عُودِيَ، وإنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا. ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ ورَقَةُ أنْ تُوُفِّيَ، وفَتَرَ الوَحْيُ". وبعدها، استمر الوحي بالنزول على الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهكذا كان القرآن ينزل شيئًا فشيئًا


Share by: